الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ }

{ ٱلأَحْزَابُ } [الزخرف: 65] جمع: حزب وهم الجماعة من الناس يجمعهم فكرٌ واحد واعتقاد واحد، واختلاف الأحزاب يدل على أنها على خطأ وأنها أحزابُ الشيطان، لأن حزبَ الله واحد يأخذ فكره ومعتقداته من كتاب الله:أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [المجادلة: 22]. { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } [الزخرف: 65] ويل يعني: هلاك، هلاك ممَّنْ؟ من الله والفعل كما قلنا يُقاس بقوة الفاعل، فما بالك إنْ كان العذابُ والهلاكُ من الله؟ وقالوا: ويْلٌ وادٍ في جهنم { لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ } [الزخرف: 65] أي: ظلموا أنفسهم بالشهوات وبالمعاصي، أو ظلموا غيرهم من الناس { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } [الزخرف: 65] فما بالك بالعذاب نفسه، إذا كان اليوم الذي يحدث فيه العذاب يوماً مؤلماً، فكيف يكون العذاب؟ والعذاب يُوصف بأنه أليم يعني: مؤلم للحسن. ويُوصف بأنه مقيم يعني: دائم لا ينقطع. ويُوصف بأنه عظيم وشديد، ويُوصف بأنه مُهين لمَنْ أراد الله إهانته وإذلاله فوق العذاب. إذن: لكل مُجَرَّمٍ ما يناسبه من العذاب.