الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ }

قوله تعالى { بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً.. } [الزخرف: 17] كناية عن البنات اللاتي نسبوها إلى الله وجعلوها مثيلاً له سبحانه لأن الولد كما قلنا مثيلٌ لأبيه وجُزْءٌ منه، وهم في حين ينسبون لله البنات يكرههن ويسودّ وجه الرجل منهم إذا بُشِّر بالبنت. { وَهُوَ كَظِيمٌ } [الزخرف: 17] يعني: يملؤه الغيظ والنكد والغم. إذن: كيف تنسبون لله ما لا تقبلونه لأنفسكم، لذلك عبَّر القرآن عن هذه المسألة بأنها قسْمة جائرة ظالمة، فقال تعالى في سورة النجم:أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } [النجم: 21-22]. واختار هذا اللفظ الغريب الذي لم يأت في القرآن إلا مرة واحدة ليدلّ بغرابة اللفظ على غرابة القول الذي قالوه.