الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ }

نعم { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ.. } [غافر: 77] أي: وعده بنصرة رسله وهو حق، لأنه تعالى قادر على إنفاذ وعده، وبيَّنا الفرق بين وعدك ووعد الله، وعدك أنت غير الحق لأنك لا تملك أسباب الوفاء به وتضمنها، أما الحق سبحانه فله صفات الكمال، ولا يمنعه شيء من تحقيق وعده. وقوله: { فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ.. } [غافر: 77] أي: من العذاب في الدنيا. { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ.. } [غافر: 77] تموت قبل أن ترى فيهم آية { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [غافر: 77] أي: في الآخرة حيث لا يفلتون من العذاب لذلك قال تعالى:وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [السجدة: 21]. العذاب الأدنى ما يقع لهم في الدنيا، والعذاب الأكبر يوم القيامة، يعني: لا مفرَّ لهم. ثم يُوضح سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم حقيقة الرسالة، يقول له: اعلم يا محمد أنك لستَ بدعاً من الرسل، ولستَ أول مَنْ أُوذِي في سبيل دعوته، فكل مَنْ سبقك من إخوانك في موكب الرسالات أُوذِي بقدر رسالته، لذلك فأنت أشدّهم إيذاءً، لأنك نبيُّ آخر الزمان، ورسالتك عامة للناس كافة في كل زمان ومكان، فلا بُدَّ أنْ يكون ابتلاؤك أشدَّ ممَّنْ سبقوك. يقول سبحانه: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ... }.