الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ }

لما جاء يوسف عليه السلام لم يكُنْ في زمنه فرعونٌ على مصر، إنما كان هناك ملك هو العزيز، لذلك لما تقرأ قصة سيدنا يوسف عليه السلام لا تجد ذكراً لفرعون أبداً كما في قصة سيدنا موسى، ولما عرفنا أحداث التاريخ المتعاقبة واستطعنا أن نُرجع الأحداث إلى أزمانها عرفنا أن يوسف كان في فترة ملوك الرعاة الهكسوس، وهؤلاء بعد أنْ دخلوا مصر قضوا على حكم الفراعنة وألغوا الفرعونية وجعلوا أنفسهم ملوكاً، لذلك يقول في القصةوَقَالَ ٱلْمَلِكُ } [يوسف: 43] ولم يقُل فرعون. ولما عادتْ الفرعونيةُ مرة أخرى أخذوا يضطهدون بني إسرائيل لأنهم كانوا يناصرون الملك ويؤيدونه. قوله { بِٱلْبَيِّنَاتِ } [غافر: 34] أي: الآيات الواضحات الدالة على صدقه في البلاغ عن الله { فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ } [غافر: 34] أي: تشكُّون في صدق رسالته { حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ } [غافر: 34] يعني: مات { قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً } [غافر: 34] قالوا: ذلك لأنهم ينكرون الرسالة، فهم في أنفسهم منافقون { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } [غافر: 34] يعني: متجاوز للحد { مُّرْتَابٌ } [غافر: 34] شَاكٌّ في الرسالة مُكذِّب لها.