الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

{ بِٱلْبَيِّنَاتِ.. } [غافر: 22] بالآيات الواضحات وبالمعجزات الباهرات الدالة على صدق الرسول، والآيات التي عجزوا هم عن مثلها رغم أنها كانت مما نبغوا فيه، وقد كانت هذه الآياتُ كافيةً لأنْ يؤمنوا بالله وبرسول الله إليهم الذي جاء لهدايتهم، لكنهم كفروا { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ.. } [غافر: 22] وكلمة أخذهم تدل على التناول بقوة { إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [غافر: 22]. ولا شكَّ أن الأَخْذ يتناسب وقوة الآخذ، فأَخْذة الطفل غير أَخْذة الشاب غير أَخْذة الفتوة، فما بالك إنْ كان الآخذ هو الله القوي شديد العقاب، إذا كان الله سبحانه هو الآخذ فلا قوة لمأخوذ على المكابرة أو الامتناع. لذلك قال في موضع آخر:أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } [القمر: 42] هذه هي القوة العليا، فالعزيز هو الذي يَغلب ولا يُغلب، والمقتدر هو القادر على كل شيء، والذي لا يعجزه شيء. ثم يقصُّ الحق سبحانه بعض قصص الرسل ممَّنْ كُذِّبوا وأُوذُوا، وهنا يقص علينا طرفاً من قصة سيدنا موسى عليه السلام: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا... }.