الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً }

وقوله: { أُوْلَـٰئِكَ.. } [النساء: 52] هي اسم إشارة مكون من " أولاء " التي للجمع، ومن " الكاف " التي هي لخطاب رسول الله، ونحن - المسلمين - في طي خطابه صلى الله عليه وسلم، { أُوْلَـٰئِكَ.. } [النساء: 52] هي للذين أوتوا نصيباً من الكتاب ويؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا: هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً، أو { أُوْلَـٰئِكَ.. } [النساء: 52] لكل من اليهود والمشركين، ولنأخذها إشارة لهم جميعاً، في قوله تعالى: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ.. } [النساء: 52] و " اللعن " إما أن يكون " الطرد " ، وإما أن يكون " الخزي " ، وإما أن يكون " الإهلاك ". وكيف يُلحق الله الخزي بالكافرين؟ لأنك تجد المد الإسلامي كل يوم يزداد، وهم تتناقص أرضهم:أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا.. } [الرعد: 41]. { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ.. } [النساء: 52]، إذن: فالطارد هو الله، فحين يكون الطارد مساوياً للمطرود، ربما صادف مَنْ يعينه، لكن إذا كان الطارد هو الله فلا معين للمطرود، { وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ.. } [النساء: 52] أي من يطرده ربنا { فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً } [النساء: 52] لأن الحق سبحانه وتعالى ما دام قد طرده، فسبحانه يُدخل في رَوع الناس كلهم أن يتخلوا عنه لأي سبب من الأسباب فلا ينصره أحد { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً } [النساء: 52]. ويقول الحق بعد ذلك: { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ... }.