الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلكَذِبَ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْماً مُّبِيناً }

وقول الحق { ٱنظُرْ } [النساء: 50] هي أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل خطاب لرسول الله هو خطاب لأمته، وعرفنا من قبل أن " الافتراء ": كذب متعمد { يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلكَذِبَ } [النساء: 50] في قولهم عندما أرادوا أن يزكوا أنفسهم:نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ.. } [المائدة: 18]. وقولهم:وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ.. } [البقرة: 111]. { ٱنظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلكَذِبَ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْماً مُّبِيناً } [النساء: 50]، لماذا؟ لأنك إن تكذب على مثلك ممن قد يصدقك فهذا معقول، لكن إن تكذب على إله فهذه قحة لذلك قال الحق: { وَكَفَىٰ بِهِ إِثْماً مُّبِيناً } [النساء: 50]. إذن: فالكذب مطلقاً هو إثم والكذب المبين: هو الكذب على الله، والمهم أنه لم يُفدك. ثم يقول الحق بعد ذلك: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ... }.