الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِيۤ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } * { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ }

يقول إبليس لرب العزة: { فَأَنظِرْنِيۤ.. } [ص: 79] أي: أخِّر أجلي، إذن: فهو يعلم أن لكلٍّ أجلاً محدداً لا يتجاوزه، وقوْل إبليس لربه: { فَأَنظِرْنِيۤ.. } [ص: 79] يفضح قوله لآدم لما أراد أنْ يُغويه بالأكل من الشجرةهَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } [طه: 120] فلو كانت شجرة الخلد حقاً، فلماذا تطلب من ربك أنْ يُؤخِّر أجلك؟ ودلَّ ذلك أيضاً على غفلة آدم، فلو تنبَّه إلى هذه المسألة ما أكل من الشجرة. ونفهم أيضاً من ذلك أن إبليس نفسه المعلم الكبير هو الذي تولَّى غواية آدم، ولم يترك هذه المهمة لواحد من ذريته، لماذا؟ قالوا: لأن آدم أصبح في صَفِّ الملائكة، فلا يناسبه شيطان صغير من الذرية، إنما الكبير إبليس. ثم يجيب الحق - سبحانه وتعالى - إبليسَ فيما طلب، فيقول له: { فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } [ص: 80] المؤخَّرين { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } [ص: 81] أي: إلى يوم القيامة.