الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } * { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } * { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ }

معنى: ستضطرهم الضرورة وتُلْجئهم لهذا المثل المكدِّر المنكِّد لهم، حيث لا طعامَ لهم غيرها { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا } [الصافات: 66] ولن يأكلوا على قَدْر الضرورة، بل { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } [الصافات: 66] وعندما يملأون منها بطونهم تَزْداد النارُ فيها، فيريدون شراباً يُطفىء هذه النار، فيكون شرابهم الحميم، والعياذ بالله. { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } [الصافات: 67] الشَّوْب هو الشيء المخلوط الممزوج، والحميم هو الماء الذي بلغ غايةَ الحرارة. وفي موضع آخر، سَمَّاه القرآن الغسلين هذا شرابهم والعياذ بالله، فإذا ما أكلوا وشربوا عادوا للجحيم مرة أخرى: { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 68]. ثم يُبيِّن الحق سبحانه عِلَّة ذلك، وسبب هذا المصير المؤلم، وأنه ليس ظلماً لهم، إنما جزاء ما فعلوا: { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ... }.