الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } * { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

بعد أنْ أبطلَ اللهُ ادعاءهم بالدليل العقلي يبطله بالدليل النقلي، فكلمة { سُلْطَانٌ } [الصافات: 156] إما سلطان حجة تقنع، أو سلطان قهر وإجبار، الفرق بينهما أن سلطان الحجة يقنع المقابل فيفعل طائعاً، أما سلطان القهر فيجبره فيفعل كارهاً. والمعنى: ليس لديك سلطان حُجَّة ولا قَهْر. ومثل ذلك قوله تعالى حكايةً عن إبليس يوم القيامة:وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي.. } [إبراهيم: 22] يعني: لا قوة عندي أقهركم بها على طاعتي، ولا حجة أقنعكم بها، بل كنتم أنتم على تشويرة يعني: على استعداد للضلال وللمعصية. ومعنى { مُّبِينٌ } [الصافات: 156] بيِّن واضح. وقوله تعالى { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [الصافات: 157] يعني: إنْ كان لكم سلطان فأتُوا بكتابكم، أي: الذي نزل عليكم من الله يخبركم بهذا.