الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ إِن هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }

معنى { إِن هَـٰذَآ } [الصافات: 15] ما هذا إلا سحر { مُّبِينٌ } [الصافات: 15] يعني: واضح، والسحر كما قلنا تخييل شيء غير واقع، فيُخيَّل إليك أنه واقع، فالسحر لا يغير حقيقة الشيء، إنما يسحر الناظر إليه، كما قال تعالى في سحرة فرعون:.. سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ } [الأعراف: 116]. وقال:يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ } [طه: 66]. إذن: أين السحر من دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن قضية الإيمان التي يدعو الناس إليها؟ والرد على هذه الفِرْية سهل وواضح: إذا كانت عند محمد القدرة على أن يسحر الناس، فيؤمنوا بدعوته، وسحر هؤلاء الذين آمنوا فَلِمَ لم يسحركم أنت؟ إذن: هذا اتهام باطل لا معنى له. ثم يعودون مرة أخرى إلى مسألة البعث، ليسألوا عنها سؤالَ إنكار واستبعاد، وهي أصل من أصول الدين لا يستقيم الإيمان إلا بها: { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ... }.