الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ }

إنْ هنا بمعنى ما النافية: ما أنت إلا نذير أي: مُحذِّر من المعصية ومن العذاب، وكأن الحق سبحانه يريد أن يُخفِّف عن رسوله، فيحدد له هذه المهمة فحسب، وليس له أنْ يزيد عليها بما يشقُّ عليه حتى يكاد يُهلِك نفسه، فيقول له: مهمتك فقط الإنذار، أما الهداية فمن الله فأرِحْ نفسك، فلو أرادهم الله جميعاً مؤمنين لجاءوا طائعين مُسخَّرين كغيرهم من المخلوقات.لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } [الشعراء: 3-4]. ثم يقول الحق سبحانه: { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً... }.