الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ }

المعنى: لن نطيل معكم النقاش والحجة لأننا نتكلم بالحق وأنتم تتلاعبون بالباطل، فالخلاصة معكم أنْ يفصل اللهُ بيننا وبينكم في محكمته الإلهية { قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا.. } [سبأ: 26] أي: يوم القيامة { ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ.. } [سبأ: 26] أي: يحكم ويقضي، وفي بعض بلادنا حتى الآن يقولون للقاضى: الفتاح { وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ } [سبأ: 26] أي: الذي يحكم عن علم كامل، ولا تَخْفى عليه خافية. وسُمِّي الحكم فَتْحاً، لأنه يفتح شيئاً عن شيء ويحدث فُرْجة بينهما، فكأنهما كانا متشابكين، بحيث يلتبس الحق بالباطل، وكأنها معركة، فيأتي الحكم فيفضُّ هذا الاشتباك، وفَضُّ الاشتباك هذا هو الفتح، ولا يفتح بين الحق والباطل إلا الله.