الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ }

ما دام الخلق سيمتازون يوم القيامة ويتفرقون، فلا بُدَّ أن نرى هذه القسمة: الذين آمنوا والذين كفروا، وها هي الآيات تُرينا هذا التفصيل: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ.. } [الروم: 15] فما جزاؤهم { فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } [الروم: 15] الروضة: هي المكان المليء بالخضرة والأنهار والأشجار والنضارة، وكانت هذه عادة نادرة عند العرب لأنهم أهل صحراء تقلُّ في بلادهم الحدائق والرياض. لذلك، فالرياض والبساتين عندهم شيء عظيم ونعمة كبيرة، ومعنى { يُحْبَرُونَ } [الروم: 15] من الحبور، وهو الفرحة حينما يظهر عليك أثر النعمة، هذا عن المؤمنين، فماذا عن الكافرين؟ ثم يقول الحق سبحانه: { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ... }.