الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ }

{ بَلْ.. } [العنكبوت: 49] حرف يفيد الإضراب عما قبله، وتأكيد ما بعده { هُوَ } أي: القرآن { آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ.. } [العنكبوت: 49] وقال { فِي صُدُورِ.. } [العنكبوت: 49] ولم يقل مثلاً: في ذاكرتهم لأن الأذن تستقبل الكلام وتعرضه على العقل، فإنْ قبله يستقر في القلب وفي الصدر، وفيه يتحول إلى عقيدة وإلى يقين لا يقبل الشكَّ ولا يتزحزح. لذلك يقول تعالى عن القرآن:نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ.. } [الشعراء: 193-194] فقال:عَلَىٰ قَلْبِكَ.. } [الشعراء: 194] أي: مباشرة استقر في قلبه، ولم يقُلْ على أذنك. ثم يقول الحق سبحانه: { وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ... }.