الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ }

تُعد هذه الآية شرحاً وتأكيداً لما قبلها، والوعد: بشارة بخير، وإذا بشَّرك مُساوٍ لك بخير أتى خيره على قدر إمكاناته، وربما حالت الأسباب دون الوفاء بوعده، فإنْ كان الوعد من الله جاء الوفاء على قدر إمكاناته تعالى في العطاء، ثم إنَّ وعده تعالى لا يتخلفوَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ.. } [التوبة: 111]. لذلك قال { وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ.. } [القصص: 61] أي: حتماً { ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } [القصص: 61] أي: للعذاب. وهذه الكلمة { ٱلْمُحْضَرِينَ } [القصص: 61] لا تستعمل في القرآن إلا للعذاب، وربما الذي وضع كلمة مُحضر قصد هذا المعنى لأن المحضر لا يأتي أبداً بخير. ويقول تعالى في موضع آخر:وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } [الصافات: 158]. وقال تعالى:وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } [الصافات: 57]. ثم يقول سبحانه مُؤكِّداً هذا الإحضار يوم القيامة حتى لا يظن الكافر أن بإمكانه الهرب: { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ... }.