الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

يقول المكذبون بالبعث { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ.. } [النمل: 71] أي: بالبعث { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [النمل: 71] في أن هناك بَعْثاً. وسمَّوْا إخبار الله لهم بالبعث وَعْداً، مع أنه في حقهم وعيد، وفَرْق بين وَعَد وأوعد: وَعَد للخير وأوعد للشر، لكن الله تعالى يطمس على ألسنتهم، وهم أهل الفصاحة فيقولون { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ.. } [النمل: 71] وهو بالنسبة لهم وعيد، لأن إيعاد المخالف لك بشرٍّ وَعْد لك بخير. وكأن الحق - تبارك وتعالى - يقول: لقد وعدنا بأمرين: وعدنا رسلنا بالتأييد والنصرة، ووعدنا العالم كله بالبعث، فإذا كنا صادقين في الأولى وهي مُشَاهدة لكم ومُحسَّة فخذوها مقدمة ودليلاً على صِدْقنا في الأخرى، وقد عاينتُم أن جميع الرسل انتصروا على مُكذِّبيهم، إما بعذاب الاستئصال، وإما بعذاب الهزيمة والانكسار. ثم يقول الحق سبحانه: { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ... }.