الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ }

نلحظ أنه لم يدْعُ بشيء من الدنيا، ومعنى { حُكْماً.. } [الشعراء: 83] فرق بين الحكم والحكمة: الحكمة أن تضع الشيء في موضعه، أما الحكم فأنْ تعلم الخير أولاً، ثم تعمل بما علمت ثانياً. وقال في دعائه: { هَبْ لِي.. } [الشعراء: 83] لأن الهبة عطاء دون مقابل، فكأنه قال: يا رب أنا لا أستحق، فاجعلها لي هِبةَ من عندك { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } [الشعراء: 83] أي: ألحقني بهم في العمل والأُسْوة لأنالَ بعدها الجزاء، وليس المراد: ألحقني بهم في الجزاء، إنما في العمل. وقد أجابه الله تعالى في هذه الدعوة، فقال سبحانه:وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ.. } [الأنعام: 75]. والملكوت: المخلوقات غير المحسّة، أطلعه الله عليها لأنه عمل بما علم من الملك المحسّ، وكذلك قال:وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [البقرة: 130] فأجابه في الدعوة الأخرى.