الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ }

قوله: { مُحْدَثٍ.. } [الشعراء: 5] يعني: جديد على أذهانهم لأننا لا نلفتهم بآية واحدة، بل بآيات الواحدة تلو الأخرى: { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } [الشعراء: 5]. فكلما جاءتهم آية كذَّبوها، وهذا دليل على اللدد والعداوة التي لا تفارق قلوبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بحيث لا يصادف نجم من القرآن قلوباً خالية، فكأن عداوتهم لك يا محمد منعتْهم من الإيمان بالقرآن، فهم مستعدون للإيمان بالقرآن إنْ جاء من غيرك. أليسوا هم القائلين:لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف: 31]. إذن: فاللدَد والخصومة ليستْ في منهج الله، إنما في شخص رسول الله لذلك ربُّك يُعزِّيك ويحرص عليك:قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ.. } [الأنعام: 33] مرة ساحر، ومرة مجنون.. إلخ. انظر إلى التسلية:فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ.. } [الأنعام: 33] فأنت عندهم صادق وأمينوَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } [الأنعام: 33]. وقوله تعالى: { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } [الشعراء: 5] أي: في غباء ولَدَد، وهل هناك أشدّ لَدَداً من قولهم:ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال: 32]. بدل أن يقولوا: اهدنا إليه!!