فَالخَيْل والليْلُ والبَيْدَاءُ تَعْرِفُني | | والسَّيْفُ والرُّمح والقِرْطَاسُ والقَلَم |
فَالخَيْل والليْلُ والبَيْدَاءُ تَعْرِفُني | | والسَّيْفُ والرُّمح والقِرْطَاسُ والقَلَم |
أَبا كُلِّ طِيبٍ لاَ أَبَا المِسْك وَحْدَهُ | | |
قَضَى اللهُ يَا كافُورُ أنَّكَ أَوَّلٌ | | وليْسَ بقَاضٍ أنْ يُرَى لَكَ ثَانِ |
أُريك الرضا لو أخْفت النفسُ خافيَا | | ومَا أَنَا عَنْ نفسي وَلاَ عَنْكَ رَاضيا |
أَمَيْناً وإخْلاَفَاً وغَدْراً وخِسَّةً وجُبْنا | | أشخصاً لُحْتَ لي أَمْ مَخَازِيا |
وتُعجِبُني رِجْلاَكَ في النَّعْلِ إنني | | رأيتُكَ ذَا نَعْلٍ وإنْ كُنْتَ حَافِيا |
ومِثْلُكَ يُؤتَى مِنْ بِلاَدٍ بَعِيدَة | | لِيُضحِكَ ربَّاتِ الحِدَادِ البَوَاكِيَا |
ولَوْلاَ فُضُول الناسِ جِئْتُك مَادِحاً | | بما كنتَ في نَفْسِي به لَكَ هَاجِيَا |
متَّى تَأْتِهِ تَعشُو إلى ضَوْء نَارِه | | تَجِدْ خَيْر نَارٍ عِنْدهَا خَيْرُ موقِدِ |
وَطَاوٍ ثَلاثاً عَاصِب البَطْنِ مُرْمل | | بِبَيْداءَ لمَ يَعرِف بها ساكِن رَسْما |
أخِي جَفْوةٍ فيه مِنَ الأُنْس وَحْشةٌ | | يرى البُؤْسَ فِيها مِنْ شراسَتِه نُعْما |
وأَفْردَ في شِعْبٍ عَجُوزاً إزَاءَهَا | | ثلاثَة أشْباح تَخَالهوا بُهْما |
حُفاةً عُراةً ما اغتذَوْا خُبْز مَلَّة | | ولاَ عَرِفُوا للبُرِّ مُذْ خُلِقُوا طَعْما |
رَأى شَبَحاً وَسْط الظَّلام فَرَاعَه | | فلمَّا رأى ضَيْفا تَشمَّر واهْتَما |
فَقالَ ابنُه لما رَآهُ بحيْرةٍ | | أيَا أبَتِ اذْبحْني ويَسِّر لَهُ طُعْما |
وَلاَ تعتذر بالعُدْم على الذي طَرا | | يظنُّ لَنَا مالاً فَيُوسِعُنا ذَمّا |
فَبَيْنَا هُما عَنَّتْ على البُعْد عَانَةٌ | | قَدِ انتظمتْ من خَلْفِ مِسْحلها نَظْما |
عِطَاشاً تريد الماءَ فانسابَ نحوها | | عَلى أنَّه مِنْها إلى دَمِها أظْمَا |
فَأمْهلَها حتَّى تروَّتْ عِطَاشُها | | وأرسلَ فِيهَا مِنْ كِنَانتِه سَهْما |
فخرَّتْ نَحْوصٌ ذَات جحش سَمينةً | | قَد اكتنزتْ لَحْماً وقد طبّقَتْ شَحْما |
فَيَا بشْرَهُ إذْ جرَّهَا نحو قَومِه | | ويَا بشْرهُمْ لما رأوْا كَلْمها يَدْمَا |
وَبَاتُوا كِراماً قَدْ قَضَوْا حَقَّ ضَيْفهِمْ | | ومَا غَرمُوا غُرْماً وقَدْ غَنموا غُنْما |
وَباتَ أبُوهم من بَشَاشتِه أباً | | لِضَيْفهِمُ والأم مِنْ بِشرها أُمَّا |