الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ }

السمع مصدر وألته الأذن، فالمراد يلقون الأذن للسمع، كما في قوله تعالى:إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق: 37]. يعني: ألقى سمعه كي يستمع كمنْ يحرص على السماع من خفيض الصوت، فيميل نحوه ليسمع منه. وقال { وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } [الشعراء: 223] لأن بعضهم والقلة منهم قد يصدق ليُغلِّف كذبه، ويُغطي عليه، فأنت تأخذ من صِدْقه هذه المرة دليلاً على أنه صادق، وهو يخلط الخبر الصادق بأخبار كثيرة كاذبة. ثم يقول الحق سبحانه: { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ... }.