الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ }

وقوله تعالى: { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } [الشعراء: 147] امتداد للآية السابقة، يعني: لا تظنوا أن هذا يدوم لكم. وجنات: جمع جنة، وهي المكان المليء بالخيرات، وكل ما يحتاجه الإنسان، أو هي المكان الذي إنْ سار فيه الإنسان سترتْه الأشجار لأن جنَّ يعني ستر. كما في قوله تعالى:فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلَّيْلُ.. } [الأنعام: 76] أي: ستره. ومنه الجنون. ويعني: سَتْر العقل. وكذلك الجنة، فهي تستر عن الوجود كله، وتُغنيك عن الخروج منها إلى غيرها، ففيها كل ما تتطلبه نفسك، وكل ما تحتاجه في حياتك. ومن ذلك ما نسميه الآن قصراً لأن فيه كل ما تحتاجه بحيث يقصرك عن المجتمع البعيد. وقال بعدها: { وَعُيُونٍ } [الشعراء: 147] لأن الجنة تحتاج دائماً إلى الماء، فقال { وَعُيُونٍ } [الشعراء: 147] ليضمن بقاءها. ثم يقول الحق سبحانه: { وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا... }.