الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً }

ساء الشيء أي: قَبُحَ، وضده حَسُن، لذلك قال تعالى عن الجنة في مقابل هذه الآية:حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } [الفرقان: 76] وهكذا السوء يلازمه القُبْح، والحُسْن يلازمه الحُسْن. وقال: { مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } [الفرقان: 66] حتى لا يظنوا أن النار فترة وتنتهي، ثم يخرجون منها، فهي مستقرهم الدائم، ومُقامهم الذي لا يفارقونه. أو أن الحق - سبحانه وتعالى - أراد بهذا نوعين من الناس: مؤمن أسرف في بعض السيئات ولم يتُبْ، أو لم يتقبل الله منه توبته، فهو في النار لحين، والمستقر هنا بمعنى المكان المؤقت، أما المقام فهو الطويل. إذن: النار ساءتْ مستقراً لمن أسرف على نفسه ولم يتُبْ، أو لم يتقبل الله توبته، إنما ليست إقامة دائمة، والمقام يكون للخالدين فيها أبداً. ثم يقول الحق سبحانه: { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ... }.