الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً }

هذا القول يناسب عباد الرحمن الذين يفعلون الخيرات، طمعاً في الثواب، وخوفاً من العقاب، فهم الذين يقولون { رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [الفرقان: 65] كلمة غرام نقولها بمعنى الحب والُهيَام والعشق، ومعناها: اللزوم، أي لازم لهم لا ينفك عنهم في النار أبداً لأن العاقبة إما جنة أبداً، أو نار أبداً. فمعنى { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [الفرقان: 65] أي: لازماً دائماً، ليس مرة واحدة وتنتهي المسألة. ومنه كلمة الغريم، وهو الذي يلازم المدين ليأخذ منه دَيْنه. وكلمة { رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ.. } [الفرقان: 65] كأنهم متصورون أن جهنم ستسعى إليهم، وأن بينها وبينهم لدداً، بدليل أنها ستقول:هَلْ مِن مَّزِيدٍ } [ق: 30]. ثم تذكر الآيات سبب هذه المقوله: { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً... }.