الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }

قوله تعالى: { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ.. } [الأنبياء: 112] كما دعا بذلك الرسل السابقون:رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ } [الأعراف: 89]. وهل يحكم الله سبحانه إلا بالحق؟ قالوا: الحق سبحانه يُبيِّن لنا لأننا عِشْنا في الدنيا ورأينا كثيراً من الباطل، فكأننا لأول مرة نسمع الحكم بالحق. ثم يقول سبحانه: { وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } [الأنبياء: 112] أي: المستعان على تُجرمون فيه من نسبتنا إلى الجنون، أو إلى السحر.. الخ. وتلاحظ أن الحق سبحانه في آيات سورة الأنبياء تكلم عن طَيِّ السماء كطيِّ السجل للكتب، ثم قال:لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ.. } [الأنبياء: 111]وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } [الأنبياء: 111]، ثم قال: { رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ.. } [الأنبياء: 112]. هذا كله ليُقرِّب لنا مسألة الساعة وقيامها، ويُعِدُّنا لاستقبال " سورة الحج ".