الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

هذه هي الشحنة الإيمانية لمن يريد أن يواجه عدوه فهو ينادي قائلاً: " ربنا " إنه لم يقل: يا الله، بل يقول: " ربنا " لأن الرب هو الذي يتولى التربية والعطاء، بينما مطلوب " الله " هو العبودية والتكاليف لذلك ينادي المؤمن ربه في الموقف الصعب " يا ربنا " أي يا من خلقتنا وتتولانا وتمدنا بالأسباب، قال المؤمنون مع طالوت: { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } [البقرة: 250]. وعندما نتأمل كلمة { أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } [البقرة: 250] تفيدنا أنهم طلبوا أن يملأ الله قلوبهم بالصبر ويكون أثر الصبر تثبيت الأقدام { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } [البقرة: 250] حتى يواجهوا العدو بإيمان، وعند نهاية الصبر وتثبيت الأقدام يأتي نصر الله للمؤمنين على القوم الكافرين، وتأتي النتيجة للعزم الإيماني والقتال في قوله الحق: { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ ٱللَّهِ... }.