الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً }

سبق أن أوضحنا أن الميراث هنا لا يُراد به ميراث المال لأن الأنبياء لا يورثون، وما تركوه من مال فهو صدقة من بعدهم، إنما المراد هنا ميراث العلم والنبوة والملْك، وحَمْل منهج الله إلى الناس، ونلحظ أنه لم يكتَفِ بقوله يَرِثُنِي بل قال: { يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ.. } [مريم: 6] فلستُ أنا القمة في الطاعة في آل يعقوب، فهناك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وهذا تواضع منه ومراعاة لأقدار الرجال وإنزالهم منازلهم. وقوله: { وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } [مريم: 6] أي: مرضياً عنه منك. ثم يقول الحق سبحانه: { يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ... }.