الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }

ولا يفوت الخضر - عليه السلام - أن ينسب الخير هنا أيضاً إلى الله، فيقول: أنا أحب هذا العمل وأريده، إنما الذي يُبدّل في الحقيقة هو الله تعالى: { فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً.. } [الكهف: 81] فهذا الخير من الله، وما أنا إلا وسيلة لتحقيقه. وقوله: { خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً.. } [الكهف: 81] أي: طُهْراً { وَأَقْرَبَ رُحْماً } [الكهف: 81] لأنهما أرادا الولد لينفعهما في الدنيا، وليكون قُرَّة عَيْن لهما، ولما كانت الدنيا فانية لا بقاءَ لها، وقد ثبت في علمه تعالى أن هذا الولد سيكون فتنة لأبويْه، وسيجلب عليهما المعاصي والسيئات، وسيجرّهما إلى العذاب، كانت الرحمة الكاملة في أخذه بدل أنْ يتمتّعا به في الدنيا الفانية، ويشقيَا به في الآخرة الباقية. ثم يقول الحق سبحانه: { وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ... }.