الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ }

نعرف أن البشارة تكون بخير، فكان يجب عليهم أن يستقبلوها استقبالَ البشارة، ولكنهم استقبلوها استقبال الناقمين الكارهين لما بُشّروا به، فتجد وجه الواحد منهم. { مُسْوَدّاً.. } [النحل: 58]. ومعنى اسوداد الوجه انقباضه من الغيظ لذلك يقول تعالى: { وَهُوَ كَظِيمٌ.. } [النحل: 58]. الكظم هو كَتْم الشيء. ولذلك يقول تعالى في آية أخرى:وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ.. } [آل عمران: 134]. وهو مأخوذ من كَظْم القِرْبة حين تمتلىء بالماء، ثم يكظمها أي: يربطها، فتراها ممتلئة كأنها ستنفجر.. هكذا الغضبان تنتفخ عروقه، ويتوارد الدم في وجهه، ويحدث له احتقان، فهو مكظوم ممنوع أنْ ينفجر. ثم يقول الحق سبحانه واصفاً حاله: { يَتَوَارَىٰ مِنَ... }.