الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ }

أي: أنهم لا يستطيعون أنْ يخلقوا شيئاً بل هم يُخْلقون، والأصنام كما قُلْنا من قبل هي أدنى مِمَّنْ يخلقونها، فكيف يستوي أنْ يكونَ المعبود أَدْنى من العابد؟ وذلك تسفيهٌ لعبادتهم. ولذلك يقول الحق سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام لحظةَ أنْ حطَّم الأصنام، وسأله أهله: مَنْ فعل ذلك بآلهتنا؟ وأجاب:قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا.. } [الأنبياء: 63]. فقالوا له: إن الكبير مجرَّد صنم، وأنت تعلم أنه لا يقدر على شيء. ونجد القرآن يقول لأمثال هؤلاء:أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } [الصافات: 95]. فهذه الآلهة - إذن - لا تخلق بل تُخلق، ولكن الله هو خالق كل شيء، وسبحانه القائل:يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ } [الحج: 73]. ويذكر الحق سبحانه من بعد ذلك أوصاف تلك الأصنام: { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ... }.