الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

وهكذا لم تنفعهم الحصون في حمايتهم من قدَرِ الله، ونعلم أن قدر الله أو عقابه لا يمكن أنْ يمنعه مانعٌ مهما كان فهو القائل:أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ.. } [النساء: 78]. وهكذا لا يمكن أن يحميَ الإنسانُ نفسَه مما قَدَّره الله له، أو مِمَّا يشاء الحق أن يُنزِله على الإنسان كعقاب. وسبحانه القائل:قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ.. } [آل عمران: 154]. وهكذا خَرُّوا جميعاً في قاع الهلاك، ولم تَحْمِهِم حصونهم من العذاب الذي قدَّره سبحانه. وبعد ذلك ينقلنا الحق سبحانه إلى الآيات الكونية فيقول: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ... }.