الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ }

وما دام عاليها قد صار أسفلها، فهذا لَوْنٌ من الانتقام المُنظّم المُوجّه ولو لم يكن انتقاماً مُنظّماً لانقلب بعضُ ما في تلك المدينة على الجانب الأيمن أو الأيسر. ولكن شاء الحق سبحانه أن يأتي لنا بصورة ما حدث، لِيدلّنا على قدرته على أنْ يفعلَ ما شاء كما يشاء. وأمطرهم الحق سبحانه بحجارة من سجيل كتلك التي أمطر بها مَنْ هاجموا الكعبة في عام ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي حجارة صُنِعَتْ من طين لا يعلم كُنْهَه إلا الحق سبحانه، والطين إذا تحجَّر سُمّي " سجيلاً ". والحق سبحانه هو القائل عن نفس هذا الموقف في سورة الذاريات:لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } [الذاريات: 33]. وقد أرسل الحق سبحانه تلك الحجارة عليهم لِيُبيدهم، فلا يُبقِي منهم أحداً. ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ... }.