الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }

وقد سجدوا جميعاً في حركة واحدة ذلك أنه لا اختيارَ لهم في تنفيذ ما يُؤمرون به، فمن بَعْد أن خلق اللهُ آدمَ جاء تكريم الحق سبحانه له بقوله للملائكة:ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ.. } [طه: 116]. وسجدت الملائكة التي كلَّفها الله برعاية وتدبير هذا المخلوق الجديد، وهم المُدبِّرات أمراً والحَفظة، ومَنْ لهم علاقة بهذا المخلوق الجديد. وقوله الحق:فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } [الحجر: 29]. يعني أن عملية السجود قد حدثت بصورة مباشرة وحاسمة وسريعة، وكان سجودهم هو طاعة للآمر الأعلى لا طاعة لآدم. وقول الحق سبحانه: { فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } [الحجر: 30]. يعني الملائكة الأعلى من البشر، ذلك أن هناك ملائكةً أعلى منهم وهم الملائكة المُهِيمون المتفرِّغون للتسبيح فقط. ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: { إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن... }.