الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }

ونلحظ أن الحق سبحانه قد وصف المُتوكِّلين في نهاية الآية السابقة بأنهم المؤمنون وهنا يَصفُهم في نهاية هذه الآية بأنهم المتوكِّلون لأن صفة الإيمان تدخل في صفة التوكل ضِمنْاً. ونعلم أن هناك فارقاً بين التوكل والتواكل فالتوكل يعني أن تستنفد أسباب الله المَمْدودة لأن التوكل عمل القلوب بعد أن تُؤدِّي الجوارحُ ما عليها من عمل وأخْذ بالأسباب فالجوارح تعمل والقلوب هي التي تتوكل. ويأتي لنا الحق سبحانه ببقية الحوار بين الذين كفروا من أهل الأقوام السابقة وبين رسلهم، فيقول: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ... }.