الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ تَاللهِ تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ ٱلْهَالِكِينَ }

ولقائل أنْ يسأل: ومَنِ الذين قالوا ليعقوب ذلك، وقد ذكرت الآية السابقة أنه تولَّى عنهم؟ نقول: لقد عاش يعقوب مع أبنائه وأحفاده، ويُقَال في الأثر: إن يعقوب دخل عليه بعض الناس، فقالوا له " تالله انهشمت يا يعقوب، ولم تبلغ سِنَّ أبيك إسحاق ". والمعنى: أنك صِرْت عجوزاً عاجزاً، مهشماً. قال: إنما هشَّمني يوسف. فعتب عليه الله في هذه القَوْلة، وأوضح له: أتشكو ربك لخلقه؟ فرفع يده وقال: خطيئة أخطأتها يا رب فاغفرها لي. قال: غفرتُها لك. وقد نبَّهه بعض أبنائه أو أحفاده فقالوا: { تَالله تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ ٱلْهَالِكِينَ } [يوسف: 85]. أي: لا تزال تذكر يوسف وما حدث له، حتى تُشرف على الهلاك. و " الحَرَض " كما نعلم هو المُشْرِف على الهلاك، أو يهلك بالفعل. وجاء الرد من يعقوب عليه السلام، وأورده الحق سبحانه: { قَالَ إِنَّمَآ أَشْكُواْ... }.