الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ }

يفتتح الحق سبحانه الآية بتحنينهم ومؤانستهم بالمرسَل إليهم، فيُخبرهم أنه أخوهم، ولا يمكن للأخ أن يريد لهم العَنَتَ، بل هو ناصح، مأمون عليهم، وعلى ما يبلغهم به. وحين يقول لهم: { يٰقَوْمِ.. } [هود: 50]. فهذا للإيناس أيضاً. ثم يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده لأنهم اتخذوا غير الله إلهاً، وهذا قمة الافتراء. والله سبحانه لم يقل: {.. إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } [هود: 50]. إلا لأن الفساد قد طَمَّ. ويقول سبحانه بعد ذلك ما جاء على لسان هود: { يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً... }.