الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ }

وهكذا نعلم أن تأخر مجيء يوم القيامة لا يعني أنه لن يأتي بل سوف يأتي - لا محالة - ولكن لكل حدث ميعاد ميلاد، ولكم في تتابع مواليدكم ما يجعلكم تثقون بأن مواليد الأحداث إنما يحددها الله. وقول الحق سبحانه: { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ.. } [هود: 104]. يتطلب أن نعرف أن كلمة " الأجل " تطلق مرة على مدة عمر الكائن من لحظة ميلاده إلى لحظة نهايته. والحق سبحانه يقول:.. لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } [الرعد: 38]. وتطلق كلمة " الأجل " مرة أخرى على لحظة النهاية وحدها، مصداقاً لقول الحق سبحانه:.. فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [الأعراف: 34]. ولنعرف جميعاً أن كل أجل - وإن طال - فهو معدود، وكل معدود قليل مهما بدا كثيراً لذلك فَلْنقُلْ أن كل معدود قليل. ما دُمْنَا قادرين على إحصائه. ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ... }.