الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

ذكر المفسرون فى سبب نزول هذه الآية روايات منها ما رواه ابن جرير عن هشام بن عروة عن أبيه قال " نزلت هذه الآية { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ }. الآية فى الجلاس بن سويد بن الصامت. أقبل هو وابن امرأته مصعب من قباء. فقال الجلاس إن كان ما يقول محمد حقا لنحن أشر من حمرنا هذه التى نحن عليها!! فقال مصعب أما والله يا عدو الله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قلت قال مصعب فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - وخشيت أن ينزل فى القرآن أو تصيبنى قارعة.. فقلت يا رسول الله أقبلت أنا والجلاس من قباء. فقال كذا وكذا، ولولا مخافة أن أخلط بخطيئة أو تصيبنى قارعة ما أخبرتك. قال مصعب فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجلاس فقال له أقلت الذى قال مصعب؟ فحلف الجلاس بأنه ما قال ذلك. فأنزل الله الآية ". وأخرج ابن اسحاق وابن أبى حاتم عن كعب بن مالك قال لما نزل القرآن وفيه ذكر المنافقين قال الجلاس بن سويد والله لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير. فسمعه عمير بن سعد فقال والله يا جلاس إنك لأحب الناس إلى. وأحسنهم عندى أثراً. ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لتفضحنك، ولئن سكت عنها هلكت، ولإِحداهما أشد على من الأخرى. فمشى عمير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - فذكر ما قال الجلاس. فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجلاس عما قاله عمير، فحلف بالله ما قال ذلك، وزعم أن عميرا كذب عليه فنزلت هذه الآية. وقال الإِمام أحمد " حدثنا يزيد أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبى الطفيل. قال لما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أمر مناديه فنادى إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ طريق العقبة - وهو مكان مرتفع ضيق - فلا يأخذها أحد. قال فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقود ركابه حذيفة ويسوقه عمار، إذا أقبل رهط ملثمون على الرواحل، فغشوا عماراً وهو يسوق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة " قد، قد ". أى حسبك حسبك. حتى هبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجع عمار. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا عمار " هل عرفت القوم "؟ فقال لقد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون. قال " هل تدرى ما أرادوا "؟ قال الله ورسوله اعلم. قال " أرادوا أن ينفروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - راحلته فيطرحوه " ".

السابقالتالي
2 3