الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ نۤ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } * { مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } * { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ } * { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } * { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } * { بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } * { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } * { هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } * { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } * { أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ } * { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ }

افتتحت سورة " القلم " بأحد الحروف المقطعة، وهى آخر سورة فى ترتيب المصحف، افتتحت بواحد من هذه الحروف. أما بالنسبة لترتيب النزول، فقد تكون أول سورة نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم فى السور المفتتحة بالحروف المقطعة. وقد قلنا عند تفسيرنا لسورة البقرة وردت هذه الحروف المقطعة تارة مفردة بحرف واحد، وتارة مركبة من حرفين أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة. فالسور التى بدئت بحرف واحد ثلاث سور وهى ص، ق، ن. والسور التى بدئت بحرفين تسع سور وهى طه، يس، طس، وحم، فى ست سور، وهى غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف. والسور التى بدئت بثلاثة أحرف، ثلاث عشرة سورة وهى " ألم " فى ست سور، وهى البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة. و { الر } فى خمس سور وهى يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر. و { طسم } فى سورتين وهما الشعراء، والقصص. وهناك سورتان بدئتا بأربعة أحرف وهما الرعد، " المر " ، والأعراف " المص ". وهناك سورتان - أيضا - بدئتا بخمسة أحرف، وهما " مريم " " كهيعص " والشورى " حم عسق " فيكون مجموع السور التى افتتحت بالحروف المقطعة تسعا وعشرين سورة. هذا، وقد وقع خلاف بين العلماء فى المعنى المقصود بتلك الحروف المقطعة التى افتتحت بها بعض السور القرآنية، ويمكن إجمال خلافهم فى رأيين رئيسيين الرأى الأول يرى أصحابه أن المعنى المقصود منها غير معروف، فهى من المتشابه الذى استأثر الله - تعالى - بعلمه. وإلى هذا الرأى ذهب ابن عباس - فى بعض الروايات عنه - كما ذهب إليه الشعبى، وسفيان الثورى وغيرهم من العلماء. فقد أخرج ابن المنذر عن الشعبى أنه سئل عن فواتح السور فقال إن لكل كتاب سرا، وإن سر هذا القرآن فى فواتح السور. ويروى عن ابن عباس أنه قال عجزت العلماء عن إدراكها. وعن على بن أبى طالب أنه قال " إن لكل كتاب صفوة، وصفوة الكتاب حروف التهجى ". وفى رواية أخرى عن الشعبى أنه قال " سر الله فلا تطلبوه " ومن الاعتراضات التى وجهت إلى هذا الرأى، أنه إذا كان الخطاب بهذه الفواتح غير مفهوم للناس لأنه من المتشابه، فإنه يترتب على ذلك أنه كالخطاب بالمهمل، أو مثل ذلك كمثل المتكلم بلغة أعجمية مع أناس عرب لا يفهمونها. وقد أجيب عن ذلك بأن هذه الألفاظ، لم ينتف الإِفهام عنها عند كل أحد، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يفهم المراد منها، وكذلك بعض أصحابه المقربين، ولكن الذى ننفيه أن يكون الناس جميعا فاهمين لمعنى هذه الحروف المقطعة فى أوائل بعض السور.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8