الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } * { ٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ مِّن نِّسَآئِهِمْ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ ٱللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ ٱلْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } * { وَٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

ذكر المفسرون فى سبب نزول هذه الآيات روايات منها ما أخرجه الإِمام أحمد عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة بنت ثعلبة قالت فىَّ والله وفى - زوجى - أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة. قالت " كنت عنده، وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه، قالت فدخل على يوما فراجعته بشىء فغضب، فقال أنت على كظهر أمى. قالت ثم خرج فجلس فى نادى قومه ساعة، ثم رجع، فإذا هو يريدنى عن نفسى، فقالت له كلا والذى نفس خوله بيده لا تخلص إلىَّ، وقلت ما قلت، حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه.. قالت فواثبنى، فامتنعت عنه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عنى. ثم خرجت إلى بعض جاراتى، فاستعرت منها ثيابا، ثم خرجت حتى جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلست بين يديه، فذكرت له - صلى الله عليه وسلم - ما لقيت من زوجى، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه. قالت فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير فاتى الله فيه ". قالت فوالله ما برحت حتى نزل فىَّ قرآن، فتغشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يتغشاه، ثم سرى عنه، فقال لى " يا خويلة قد أنزل الله فيك وفى صاحبك قرآنا ". ثم قرأ على هذه الآيات ". وفى رواية " أنها أتت النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالت له يا رسول الله، إن أوساً تزوجنى وأنا شابة مرغوب فى، فلما خلا سنى، ونثرت بطنى، جعلنى عليه كأمه، وتركنى إلى غير أحد، فإن كنت تجد لى رخصة يا رسول الله فحدثنى بها. فقال - صلى الله عليه وسلم - " ما أمرت بشىء فى شأنك حتى الآن " وفى رواية أنه قال لها " ما أراك إلا قد حرمت عليه ". فقالت يا رسول الله، إنه ما ذكر طلاقا، وأخذت تجادل النبى - صلى الله عليه وسلم - ثم قالت اللهم إنى أشكو إليك فافتى، وشدة حالى، وإن لى من زوجى أولاداً صغاراً، إن ضمَّهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلى جاعوا. قالت وما برحت حتى نزل القرآن، فقال - صلى الله عليه وسلم - " يا خولة أبشرى " ثم قرأ على هذه الآيات ". و " قد " فى قوله - تعالى - { قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } للتحقيق ولتوقع الإِجابة من الله - تعالى - على ما جادلت فيه تلك المرأة النبى - صلى الله عليه وسلم -.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7