الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ ٱلْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ ٱلْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }

المراد بصيد البحر ما توالده ومثواه فى الماء. والمراد بالبحر ما يشمل جميع المياه العذبة والملحة سواء أكانت أنهارا أم غدرانا أم غيرهما. والمراد بالصيد الاصطياد أو ما يصاد منه. والمراد بطعامه ما يطعم من صيده. وهو عطف على { صيد } من عطف الخاص على العام، ويكون الحل الواقع على الصيد المقصود به حل الانتفاع مطلقا ثم عطف عليه ما يفيد حل الأكل خاصة من باب إظهار الامتنان بالإِنعام بما هو قوام الحياة وهو الأكل فإن صيد البحر قد يقصد لمنافع أخرى غير الأكل، كالانتفاع بزيت بعض أنواع المصيد منه. ويرى ابن أبى ليلى أن المراد بالصيد والطعام المعنى المصدرى، وقدر مضافا فى صيد البحر، وجعل الضمير فى { طعامه } يعود إليه لا إلى البحر، فيكون المعنى أحل لكم صيد حيوان البحر كما أحل لكم أن تأكلوا ما صدتموه منه. فهو يرى حل الأكل من جميع حيوانات البحر. وقيل بل المراد بصيد البحر ما أخذ بحيلة، وبطعامه ما ألقاه البحر من حيواناته أو انحسر عنه الماء وأخذه الآخذ من غير حيلة أو معالجة. وقوله { متاعا } مفعول لأجله. وقوله { وللسيارة } متعلق بأحل. وهو جمع سيار باعتبار الجماعة. والمراد بالسيارة القوم المسافرون. والمعنى أحل الله لكم أيها المحرمون صيد البحر كما أحل لكم أكل ما يؤكل منه، لأجل تمتعكم وانتفاعكم بذلك فى حال إقامتكم وفى حال سفركم فأنتم تتمتعون بهذه النعم مقيمين ومسافرين، وذلك يقتضى منكم الشكر لله لكى يزيديكم من هذه النعم. قال ابن كثير ما ملخصه وقد استدل الجمهور على حل ميتة البحر بهذه الآية وبما أخرجه الشيخان عن جابر قال " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل، فأمر عليهم أبا عبيدة وهم ثلاثمائة - قال وأنا فيهم - قال فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فنى الزاد. قال ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت كبير. فأكل منه ذلك الجيش ثمانى عشرة ليلة. فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال هو رزق أخرجه الله لكم. هل معكم من لحمه شىء فتطعمونا؟ قال فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله ". وأخرج الإِمام أحمد وأهل السنن ومالك والشافعى عن أبى هريرة " أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله!! إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء. فإن توضأنا به عطشنا أنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هو الطهور ماؤه الحل ميتته ". وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2 3