الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } * { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }

وموسى هو ابن عمران بن يصهر بن ماهيث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق، وكانت ولادته فى حوالى القرن الثالث عشر ق م. وهارون أخو موسى، قيل كان شقيقا له، وقيل كان أخا له لأمه.. والمعنى لقد أنعمنا على موسى - وهارون - عليهما السلام بنعمة النبوة، وبغيرها من النعم الأخرى. والتى من بينها أننا نجيناهما وقومهما المؤمنين، من استعباد فرعون إياهم، ومن ظلمه لهم. { وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } أى ونصرنا موسى وهارون ومن آمن بهما. فكانوا بسبب هذا النصر الذى منحناهم إياه، هم الغالبين لأعدائهم، بعد أن كانوا تحت أسرهم وقهرهم. { وَآتَيْنَاهُمَا } بعد كل ذلك { ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } أى الكتاب المبين الواضح وهو التوراة. يقال استبان الشئ، إذا ظهر ووضح وضوحا تاما. { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } أى وهديناهما وأرشدناهما - بفضلنا وإحساننا - إلى الطريق الواضح الذى لا عوج فيه. { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ. سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } أى وأبقينا عليهما فى الأمم المتأخرة الثناء الجميل، والذكر الحسن. { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } أى مثل هذا التكريم نجازى عبادنا المسحنين { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } أى الذين صدقوا فى إيمانهم، وفى طاعتهم لنا. ثم ساق - سبحانه - جانبا من قصة إلياس - عليه السلام - وهو أيضاً من ذرية إبراهيم وإسحاق، فقال - تعالى - { وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ... }.