الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ }

ولفظ الأمة يطلق بإطلاقات متعددة. يطلق على الجماعة كما فى قوله - تعالى -وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ.. } ويطلق على الرجل الجامع للخير، كما فى قوله - تعالى -إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً.. } ويطلق على الحين والزمان، كما فى قوله - سبحانه -وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ.. } أى وتذكر بعد حين من الزمان. والمراد بالأمة هنا الدين والملّة. كما فى قوله - تعالى -إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ.. } أى على دين وملة معينة. والمعنى إن ملة التوحيد التى جاء بها الأنبياء جميعا. هى ملتكم ودينكم أيها الناس، فيجب عليكم أن تتبعوا هؤلاء الأنبياء، وأن تخلصوا لله - تعالى - العبادة والطاعة، فهو - سبحانه - ربكم ورب كل شىء، فاعبدوه حق العبادة لتنالوا رضاه ومحبته. ثم بين - سبحانه - بعد ذلك حال الناس من الدين الواحد الذى جاء به الرسل، وعاقبة من اتبع الرسل وعاقبة من خالفهم فقال { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ... }.