الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }

وإسماعيل هو الابن الأكبر لإِبراهيم - عليهما السلام - وهو الذبيح الذى افتداه الله - تعالى - بذبح عظيم. وإدريس هو واحد من أنبياء الله - تعالى -، قالوا وهو جد نوح - عليه السلام - وأنه ولد فى حياة آدم، وبعث بعد موته. أما ذو الكفل فقد قال الآلوسى فى شأنه ما ملخصه ظاهر نظم ذى الكفل فى سلك الأنبياء أنه منهم، وهذا ما ذهب إليه الأكثر. واختلف فى اسمه فقيل بشر وهو ابن أيوب، بعثه الله - تعالى - بعد أبيه، وكان مقيما بالشام. وقيل هو إلياس بن ياسين وينتهى نسبه إلى هارون - عليه السلام -. وقيل هو زكريا والد يحيى - عليهما السلام - وسمى بذلك لكفالته مريم. وقيل لم يكن نبيا وإنما كان عبدا صالحا.. ". ثم مدح - سبحانه - هؤلاء الأنبياء فقال { كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } أى كل واحد منهم من عبادنا الصابرين الذين تحملوا فى سبيلنا الكثير من المصاعب والآلام. { وَأَدْخَلْنَاهُمْ } بفضلنا وإحساننا { فِي رَحْمَتِنَا } التى وسعت كل شىء { إِنَّهُمْ مِّنَ } عبادنا { ٱلصَّالِحِينَ } لحمل رسالتنا، وتبليغها إلى أقوامهم بصدق وصبر وأمانة. ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك جانبا من قصة يونس - عليه السلام - فقال { وَذَا ٱلنُّونِ... }.