الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ }

قيل: الروح هو جبريل، كما في قوله:فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } [الأنبياء: 91]، ويكون فيها أي في جماعة الملائكة، أو معطوف على الملائكة من عطف الخاص على العام.

وقيل: إن الروح نوع من الملائكة مستقل، ويكون فيها ظرف للنزول أي في تلك الليلة.

قوله تعالى: { مِّن كُلِّ أَمْرٍ }.

الأمر يكون واحد الأمور وواحد الأوامر، والذي يظهر أنه شامل لهما معاً، لأن الأمر من الأمور لا يكون إلا بأمر من الأوامرإِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [يس: 82].

ويشهد له ما جاء في شأنها في سورة الدخانفِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } [الدخان: 4-5].

والذي يفرق من الأمر، هو أحد الأمور. حيث يفصل بين الخير والشر والضر والنفع إلى آخره، ثم قال:أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } [الدخان: 5]، كما أشار إليه السياق:لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ } [الدخان: 8]، فكل أمر من الأمور يقتضي أمراً من الأوامر، وهذا يمكن أن يكون من الألفاظ المشتركة المستعملة في معنييها، والله تعالى أعلم.