الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }

قوله تعالى { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } الآية. نهى الله جل وعلا المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع، مبيناً أنه سبب الفشل، وذهاب القوة، ونهى عن الفرقة أيضاً في مواضع أخر، كقولهوَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } آل عمران 103، ونحوها من الآيات، وقوله في هذه الآية { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } أي قوتكم. وقال بعض العلماء نصركم. كما تقول العرب الريح لفلان إذا كان غالباً، ومنه قوله
إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل عاصفة سكون   
واسم " إن " ضمير الشان. وقال صاحب الكشاف الريح الدولة، شبهت في نفوذ أمرها، وتمشيه بالريح في هبوبها، فقيل هبت رياح فلان، إذا دالت له الدولة، ونفذ أمره، ومنه قوله
يا صاحبي ألا لا حي بالوادي إلا عبيد قعود بني أذوادي أتنظران قليلا ريث غفلتهم أم تعدوان فإن الريح للعادي