الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }

قوله تعالى { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ }. قال بعض العلماء، معناه ما منعك أن تسجد، و " لا " صلة، ويشهد لهذا قوله تعالى في سورة " ص "قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } ص75 الآية. وقد أوضحنا زيادة لفظة " لا " وشواهد ذلك من القرآن، ومن كلام العرب في سورة البلد. في كتابنا " دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب " والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }. ذكر في هذه الآية الكريمة أن إبليس - لعنه الله - خلق من نار، وعلى القول بأن إبليس هو الجان الذي هو أبو الجن. فقد زاد في مواضع أخر أوصافاً للنار التي خلقه منها. من ذلك أنها نار السموم. كما في قولهوَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ } الرحمن 15، والمارج أخص من مطلق النار لأنه اللهب الذي لا دخان فيه. وسميت نار السموم لأنها تنفذ في مسام البدن لشدة حرها. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً " خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم " ورواه عنها أيضاً الإمام أحمد.