* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق
الأظهر أن معنى قوله: كان غراماً: أي كان لازماً دائماً غير مفارق، ومنه سمي الغريم لملازمته، ويقال: فلان مغرم بكذا أي لازم له، مولع به.
وهذا المعنى دلت عليه آيات من كتاب الله كقوله تعالى:{ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } [المائدة: 37] و [التوبة: 68]. وقوله:{ لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } [الزخرف: 75]. وقوله:{ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } [الفرقان: 77] وقوله تعالى:{ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } [النبأ: 30]. وقوله:{ لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } [البقرة: 162] و [آل عمران: 88] وقوله:{ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } [فاطر: 36]. وقوله تعالى:{ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } [الإسراء: 97]. وقوله:{ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } [النساء: 56] إلى غير ذلك من الآيات.
وقال الزجاج: الغرام أشد العذاب. وقال ابن زيد: الغرام الشر. وقال أبو عبيدة: الهلاك. قاله القرطبي. وقول الأعشى:إن يعاقب يكن غراماً وإن يعـ | | ـط جزيلاً فإنه لا يبال |
يعني يكن عذابه دائماً لازماً. وكذلك قول بشر بن أبي حازم:ويوم النسار ويوم الجفا | | ركانا عذاباً وكان غراما |
وذلك هو الأظهر أيضاً في قول الآخر:وما أكلة إن نلتها بغنيمة | | ولا جوعة إن جعتها بغرام |