ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الذين لا يؤمنون بالآخرة لإنكارهم البعث والجزاء، ناكبون عن الصراط، والمراد بالصراط، الذي هم ناكبون عنه: الصراط المستقيم الموصل إلى الجنة المذكور في قوله قبله:{ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [المؤمنون: 73] ومن نكب عن هذا الصراط المستقيم، دخل النار بلا شك. والآيات الدالة على ذلك كثيرة كقوله تعالى في سورة الروم:{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } [الروم: 16] ومعنى قوله: لناكبون: عادلون عنه، حائدون غير سالكين إياه وهو معنى معروف في كلام العرب، ومنه قول نصيب:
خليلي من كعب ألماً هديتما
بزبيب لا تفقد كما أبداً كعب
من اليوم زوراها فإن ركابنا
غداة غد عنها وعن أهلها نكب
جمع ناكبة، عنها: أي عادلة عنها متباعدة عنها، وعن أهلها.