الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

قوله تعالى { وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ }. لم يصرح هنا بالمراد بمن اتقى، ولكنه بينه بقولهوَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلْكِتَابِ وَٱلنَّبِيِّينَ وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلاةَ وَآتَى ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَٱلصَّابِرِينَ فِي ٱلْبَأْسَآءِ وٱلضَّرَّاءِ وَحِينَ ٱلْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُوآ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } البقرة 177، والكلام في الآية على حذف مضاف، أي ولكن ذا البر من اتقى، وقيل ولكن البر بر من اتقى، ونظير الآية في ذلك من كلام العرب قول الخنساء
لا تسأم الدهر منه كلما ذكرت فإنما هي إقبال وإدبار   
أي ذات إقبالٍ، وقول الشاعر
وكيف تواصل من أصبحت خلالته كأبي مرحب   
أي كخلالة أبي مرحب، وقول الآخر
لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى ولكنما الفتيان كل فتى ندى   
أي ليس الفتيان فتيان نبات اللحى.